6 - الأوضاع العامّة للشعب الإسرائيلي.
وقد جاءت هذه الموضوعات الرئيسة المتعدّدة في مواضع من القرآن مختلفة ومتفرّقة، ويجدر بنا أن نُشير إلى الأهداف العامّة التي توخّاها القرآن الكريم من وراء الإشارة أو تأكيد هذه الموضوعات مع بيان المهم منها..
لا شكّ أنّ من الأهداف الرئيسة التي تواخّاها القرآن الكريم هو ربط الإنسان بعالم الغيب، وتأكيد إيمانه وتوجيه فطرته الأصيلة التي فطره الله تعالى على الإيمان به وجهةً صحيحة؛ لأنّ الإنسان بدأ من الغيب وينتهي بعالم الآخرة الذي هو غيب ويبقى مرتبطاً ومتفاعلاً من الناحية الواقعية مع الغيب في كلّ أدوار حياته وشؤونها.
ومن أجل هذا الهدف الرئيس نجد القرآن يتحدّث في مواضع كثيرة عن عالم الغيب وجوانبه المتعدّدة وبعض القوانين العامّة التي تتحكّم فيه، والعلاقات التي تسوده، إضافةً إلى طرحه مفاهيم معيّنة عن هذا العالم قد لا يكون لها أثرٌ كبير في حياته الدنيويّة غير هذا الربط الذي يهدف إليه القرآن الكريم، كما عرفنا ذلك في طرح مفاهيم اللوح والقلم والكرسي والعرش عندما تناولنا تفسير المعنى.
وعلى هذا الأساس يمكن أن نرى أنّ هذا الهدف مما استهدفه القرآن من قصّة موسى.
ولعلّ في هذا ما يُبرّر الاهتمام القرآني في تكرار هذا الموضوع وإعطاء تفصيلاتٍ كثيرة عنه في القصّة، وإذا أردنا أن نقارن بين الآيات التي جاءت تتحدّث عن هذا الموضوع، والآيات التي تحدّثت عن بقيّة الموضوعات الأُخرى في القصّة لوجدنا هذا الموضوع يكاد يطغى على بقيّة الموضوعات، من حيث ما ذكر فيه من تفصيلات.
فقد وجدنا أنّ هذا الموضوع يُشار إليه في مواطن عديدة منها: كيفيّة البعثة.