الهدف من نزول القرآن *
يحسن بنا قبل الدخول في بحث أصل الموضوع (الهدف من نزول القرآن) أن نتناول أهمّيّة البحث فيه.
ويمكن أن نشير بهذا الصدد وبشكلٍ مختصرٍ إلى النقاط التالية:
الأُولى:
إنّ فهم القرآن الكريم يتأثّر بمجموعةٍ من القضايا:
كأن تكون الرؤية في تفسيره إسلاميّة، ومن منطلق أنّه وحيٌ إلهي وليس نتاجاً بشريّاً، وأن نعرف الظروف التي نزل فيها القرآن الكريم، وأسباب النزول التي تمثِّل القدر المتيقَن من المصداق في المفهوم القرآني.
ومن أهمّ هذه القضايا التي تؤثر في فهم القرآن الكريم، معرفة الهدف من نزوله، لأنّ الهدف بطبيعة الحال يلقي بظلاله على المعنى القرآني، بحيث يكون إحدى القرائن العامّة المنفصلة التي تكتنف النص.
فعندما يتحدّث القرآن الكريم عن الكتاب أنّه تبيان لكلِّ شيءٍ
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (1)
يمكن أن نفهم (كلّ شيءٍ) هنا على ضوء (الهدف من نزول القرآن)، فالمراد من التبيان هو التبيان الشامل لما يرتبط بهذا الهدف، وهكذا في الموارد الأُخرى.
________________________
(*) لخّصنا هذا الموضوع من كتابنا: الهدف من نزول القرآن.
(1) النحل: 89.