3%

شَيْءٍ... ) (1) وهدى للناس وغير ذلك، وحين يكون القرآن بهذه الصفة لا يمكن إلاّ أن يكون مفهوماً للناس وواضحاً لهم.

وقد نُسب هذا الاتجاه إلى المتكلّمين من علماء الإسلام (2) .

وعلى أساس هذا الاتجاه نجد كثيراً من العلماء يحاولون تفسير هذه الحروف المقطّعة، الأمر الذي استلزم تعدّد مذاهبهم في ذلك؛ وقد ذكر الشيخ الطوسي مذاهب مختلفة في تفسير هذه الحروف، وعدّ منها الفخر الرازي واحداً وعشرين تفسيراً، وسوف نقتصر على ذكر المهم منها، إضافةً إلى أنّ بعضها يمكن إرجاعه إلى بعض الآخر.

مذاهب تفسير فواتح السور:

المذهب الأوّل:

ما نُسب إلى ابن عبّاس من أنّ هذه الحروف ترمز إلى بعض أسماء الله وصفاته وأفعاله، فقد رُوي عنه في ( ألم ) : (أناالله أعلم)، وفي ( المر ) : (أنا الله أعلم وأرى) (3) إلى غير ذلك.

ويؤيّده ما رُوي عن معاوية بن قرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من أنّها حروف من أسماء الله (4) .

الثاني:

أنّها أسماء للقرآن الكريم: كالكتاب والفرقان والذكر، وإلى هذه المذهب صار جماعة من التابعين: كقتادة ومجاهد وابن جريج والكلبي والسدّي (5) .

ويُناقش هذان المذهبان بأنّهما لا يستندان إلى دليلٍ علمي أو قرينةٍ معتمدة.

________________________

(1) النحل: 89.

(2) التفسير الكبير 2: 3، وقد فصّلنا هذا الموضوع في بحث التفسير.

(3) المصدر السابق: 6.

(4) التبيان 1: 51.

(5) التفسير الكبير 2: 6، والتبيان 1: 47.