3%

من قصّة آدم يكاد ينحصر ذكره والحديث عنه في القرآن الكريم بهذا المقطع القرآني فقط (1) ، وإن كان من الممكن أن تكون جميع آيات الاستخلاف مؤكّدةً هذا المقطع وإن لم تكن بهذا الوضوح.

والفصل الثاني، يتناول: العملية التي تمّ بها إنجاز هذا الاستخلاف، وهذا الجانب تحدّث عنه القرآن في مواضع متعدّدة لا بُدّ من دراستها بشكلٍ عام.

الفصل الأوّل: الحكمة في استخلاف آدم:

وما يعنينا من دراسته في هذا الفصل من هذا المقطع القرآني الشريف، هو: الآيات الأربع الأُولى، والبحث فيها - وما تضمّنته من معلومات ومفاهيم - له جانبان:

الجانب الأوّل:

تحديد الموقف العام تجاه دراسة هذا المقطع القرآني وتصوير ما يعنيه القرآن الكريم منه.

الجانب الثاني:

تحديد الموقف القرآني والإسلامي تجاه بعض المفاهيم التي جاءت في المقطع بالشكل الذي ينسجم مع المسلّمات القرآنية والظهور اللّفظي لهذا المقطع بالخصوص.

وفيما يتعلّق بالجانب الأوّل نجد الشيخ محمد عبده، تبعاً لبعض الدارسين المتقدّمين يذكر رأيين مختلفين بحسب الشكل وإن كانا يتّفقان في النهاية، حسب ما يقول:

الرأي الأوّل:

هو الذي سار عليه السلف واختاره الشيخ محمد عبده نفسه

________________________

(1) بالإضافة إلى بعض الإشارات الأُخرى مثل قوله تعالى:

( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) الأحزاب: 72، وقوله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الأنعام: 165، وفاطر: 39، والزخرف: 60، وغيرها.