3%

وكذلك عندما تحدّث عن مهمّة النبي تجاه (الأُميّين) من الناس:

( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) (1) .

أولو العزم ومهمّة التغيير الاجتماعي:

ولعلّ هذا البُعد هو الذي يميِّز مهمّة الأنبياء أُولي العزم من الرسل عن غيرهم من أنبياء الرسالات، حيث قد يكون المقصود من تلاوة الآيات: ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ) هذا البُعد من العمليّة التغييريّة.

وقد تكون الآية التي وردت في سورة إبراهيم بشأن موسى (عليه السلام) تشير إلى هذه الحقيقة:

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (2) .

خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّها وردت في سياق قوله تعالى:

( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) (3) .

حيث قد يكون المقصود هو المقارنة بين المهمّة الأصليّة للنبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) من خلال القرآن ومهمّة موسى (عليه السلام) التغييرية.

ب - المنهج الصحيح للتغيير:

وهذا التغيير الجذري بطبيعة الحال يحتاج إلى (منهج صحيح) وطريق مستقيم يمثّل (البُعد الثاني) للهدف، ويتمثّل هذا المنهج بالكتاب والحكمة: ( وَيُعَلِّمُهُمُ

________________________

(1) الجمعة: 2.

(2) إبراهيم: 5.

(3) إبراهيم: 1.