بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة على نبيّه سيّد المرسلين محمّدٍ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
اللّهم اهدنا بالقرآن، ووفّقنا لفهمه وتدبّره والعمل به، وثبّتنا على هداه، وأعنّا على تحمّل أعبائه وإبلاغه
( ... رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) (1) .
وبعد...
هذه محاضرات كنت قد وُفّقتُ لإلقائها على طلبة كلّية أُصول الدين في بغداد منذ بداية تأسيسها في عام (1384هـ) (1964م)، وكان قد كَتب الجزء الأوّل منها - وهو ما يخصُّ طلبة الصف الأوّل وبداية الصف الثاني - سيّدنا آية الله العظمى الشهيد الصدر (رضوان الله عليه)، وقد راعى هذا التدوين المستوى العلمي البسيط لهذه المرحلة، ولكن مع ذلك جاءت هذه الكتابة مشتملةً على لفتات علميّة، وابتكاراتٍ نظريّةٍ في هذا العلم الشريف.
وقد أكملتُ المنهج للسنوات الأُخرى، حيث كنتُ أُواكب في التدوين مسيرة التدريس.
وقد حاولت الاستفادة فيها ممّا دوّنه أو ذكره أعاظم العلماء في هذا الفن
________________________
(1) البقرة: 286.