20%

الفصل الأوّل

المواسمُ والمراسمُ .

في سطور أوّل مَن احتفل بالمولد النبوي

يقولون : إنّ أوّل مَن احتفل بمولد النبي (عليه الصلاة والسلام) ، هو - كما يقال - الأمير أبو سعيد مظفر الدين الأربلي المتوفّى عام ٦٣٠ ه- ق(١) وكان يفد إلى العيد طوائف من الناس من بغداد ، والموصل ، والجزيرة ، وسنجار ، ونصيبين ، بل ومن فارس منهم العلماء والمتصوّفون ، والوعّاظ ، والقرّاء ، والشعراء ، وهناك يقضون في أربلاً من المحرم إلى أوائل ربيع الأوّل. وكان الأمير يقيم في الشارع الأعظم مناضد عظيمة من الخشب ، ذات طبقات كثيرة بعضها فوق بعض ، تبلغ الأربع والخمس ، ويزيّنه ويجلس عليها المغنّون والموسيقيّون ولاعبو الخيال حتّى أعلاها إلخ(٢) . وقد صنّف له ابن دحية كتاب : ( التنوير في مولد السراج المنير) لِما رأى من اهتمام مظفر الدين به ، فأعطاه الأمير ألف دينار غير ما غرم عليه مدّة إقامته(٣) . وقد أطنبوا في وصف حاكم أربل بالصلاح والخير ، والبر والتقوى كما يعلم من مراجعة ترجمته عندهم(٤) . ولكن السّيد رشيد رضا لا يوافق على ذلك ، ويقول : أوّل مَن أبدع الاجتماع لقراءة قصة المولد النبوي ، أحد ملوك الشراكسة في مصر(٥) . وقال غيره عن الموالد : أوّل مَن أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميّون ، أوّلهم المعز لدين الله ، توجّه من المغرب إلى مصر في شوال سنة ٣٦١ ه- … إلى أن قال : إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش(٦) . وهذا … وقد قتل الأفضل في سنة ٥١٥.

____________________

(١) الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ٢ / ٢٩٩ عن الزرقاوي ١ / ١٦٤ ، وراجع التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين / ١١٥ ، ورسالة حسن المقصد للسيوطي ، المطبوعة مع النعمة الكبرى على العالم / ٧٥ و٧٧ و٨٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٣٧ و١٣٦ ، ولم يصرّح بالأوّلية ، وكذا في تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٨ ، وجواهر البحار ٣ / ٣٣٧ ، والسيرة الحلبيّة ١ / ٨٣ و٨٤ ، والسيرة النبويّة لدحلان ١ / ٢٤ ، ومنهاج الفرقة الناجية / ١١٠ ، والإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف / ٤٥ ، لأبي بكر جابر الجزائري ، و٤٦ و٥٠ و٧٥.

(٢) وفيات الأعيان / طبعة سنة ١٣١٠ ه-.ق ١ / ٤٣٦و٤٣٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ١٣٩ و١٤٠ عنه ابن شبهة وراجع السيرة النبويّة لدحلان ١ / ٢٤و٢٥ ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين / ١١٦ عن سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ، وراجع رسالة حسن المقصد للسيوطي ، المطبوع مع النعمة الكبرى على العالم / ٧٦ ، والبداية والنهاية ٢٣ / ١٣٧ ، وجواهر البحار ٣ / ٣٣٧و٣٣٨ ، والإنصاف فيما قيل في المولد من الغلوّ والإجحاف / ٥٠ و٥١ عن الحادي للسيوطي. (٣) وفيات الأعيان ١ / ٤٣٧و٣٨١ ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين / ١١٥و١١٦ ، ورسالة حسن المقصد للسيوطي / ٧٥و٧٧و٨٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٣٧ ، وجواهر البحار ٣ / ٣٣٨ ، عن روح السير لإبراهيم الحلبي ، والسيرة النبويّة لدحلان ١ / ٢٤ ، والإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف / ٥٠ ، والقول الفصل / ٦٩ عن أحسن الكلام فيما يتعلّق بالسنّة والبدعة من الأحكام / ٥٢ ، والسيرة الحلبيّة ١ / ٨٣ و٨٤. (٤) وفيات الأعيان ١ / ٤٣٥- ٤٣٨ ، والسيرة النبويّة لدحلان ١ / ٢٤ ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيّين / ١١٥ ، وحسن المقصد / ٧٥و٧٦و٨٠ والبداية والنهاية ٣ / ١٣٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ١٣٨-١٤٠. (٥) راجع القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل / ٢٠٥ عن الفتاوي ج٤.(٦) القول الفصل / ١٨و٦٨ عن كتاب أحسن الكلام فيما يتعلّق بالسنّة والبدعة من الأحكام / ٤٤و٤٥ للشيخ بخيت المطيعي ، وعن المحاضرات الفكرية ، المحاضرة العاشرة / ٨٤ ، وعن الإبداع في مضار الابتداع / ١٢٦ ، وعن كتاب المعز لدين الله / ٢٨٤ ، وراجع الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ٢ / ٢٩٩.