7%

وذكرعليه‌السلام في لقاءاته المختلفة وفي أجوبته المتعددة صفات الإمام، ووحدة الإمامة، وواجبات وحقوق الإمام لكي يعطي للأمة الفرصة لتشخيص الإمام الحقّ وإن لم يكن مبسوط اليد، فليس كل من استلم الحكم أصبح إماماً، وإنما الإمام له صفات خاصة ثابتة في الإسلام ومنها أن يكون (أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس)(1) .

واستثمر الإمامعليه‌السلام الفرصة لنشر الأحاديث التوحيدية لأهل البيتعليهم‌السلام وردّ على جميع الشبهات العقائدية التي تتعلق بصفات الله، وبالتشبيه، وفنّد آراء المشبّهة والمجسّمة والمجبّرة والمفوّضة والغلاة.

خامساً: حقن دماء أهل البيتعليهم‌السلام

من مكتسبات قبول ولاية العهد من قبل الإمامعليه‌السلام هو حقن دماء أهل البيتعليهم‌السلام ، فقد قام المأمون تقرباً للإمامعليه‌السلام بإعلان العفو العام عن جميع قادة الثورات، ومنهم زيد أخو الإمامعليه‌السلام وإبراهيم، ومحمد بن جعفر، وأردف العفو بتنصيب بعضهم ولاة في بعض الأمصار، فكانت خير فرصة لهم للقيام بإصلاح الأوضاع بصورة سلمية هادئة، وخير فرصة لإعادة بناء القاعدة الشعبية الموالية لأهل البيتعليهم‌السلام وتنظيم صفوفها، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة لتطوير الحركة الرسالية، ولولا قبول الإمامعليه‌السلام بولاية العهد لسفكت دماء كثيرة قبل أن تؤدّي دورها ومسيرتها في داخل الأُمة، فقد جاء قبول الإمامعليه‌السلام في وقت كان خط أهل البيتعليهم‌السلام بحاجة إلى قسط من التفرّغ للعمل الرسالي السلمي بعيداً عن شهر السلاح الذي يكلّف كثيراً ويربك الأوضاع الداخلية له.

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 1 / 213.