إليه، وكان المأمون: يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيتعليهمالسلام ويكلمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهالسلام وتفضيله على جميع الصحابة، تقرباً إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا(1) .
ومن الطبيعي أن لا يعترض المخالفون على أقوال المأمون رغبة أو رهبة، وهذا له تأثيره المباشر على من يحضر هذه المجالس ويرى سكوت الفقهاء وعدم اعتراضهم على الآراء المطروحة أما لضعف الدليل أو استسلاماً للمأمون.
فاستطاع الإمامعليهالسلام أن ينشر آراء أهل البيتعليهمالسلام في جميع الفرص المتاحة له.
وكان الإمامعليهالسلام يكثر وعظ المأمون إذا خلا به، ويخوفه بالله، ويقبّح ما يرتكبه به، فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه، ويبطن كراهته واستثقاله(2) .
ودخل عليه في أحد المرّات فرآه يتوضّأ، والغلام يصبّ على يده الماء، فقالعليهالسلام : (لا تشرك بعبادة ربّك أحداً)، فصرف المأمون الغلام، وتولّى إتمام وضوئه بنفسه(3) .
وقال له يوماً: (ما التقت فئتان قط إلاّ نصر الله أعظمهما عفواً)(4) .
ودخل عليه المأمون وقرأ عليه كتاب فتح بعض قرى كابل، فلما فرغ،
____________________
(1) عيون أخبار الرضا: 2 / 184 - 185.
(2) الإرشاد: 2/269.
(3) مجمع البيان: 6/771 وعنه في بحار الأنوار: 69 / 283.
(4) تاريخ اليعقوبي: 453.