الباب الثالث:
فيه فصول:
الفصل الأول: عصر الإمام الحسن المجتبىعليهالسلام
الفصل الثاني: مواقف الإمام وإنجازاته.
١ ـ من البيعة إلى الصلح.
٢ ـ الصلح : أسبابه ونتائجه.
٣ ـ ما بعد الصلح حتى الشهادة.
٤ ـ شهادة الإمام ومثواه الأخير.
الفصل الثالث: تراث الإمام المجتبىعليهالسلام .
الفصل الأول: عصر الإمام الحسن المجتبىعليهالسلام
إنّ الخوارج حينما خرجوا على أمير المؤمنينعليهالسلام وتمرّدوا عليه; لم يكن لحركتهم أيّة ميزة على غيرهم من المتمرّدين عليه كطلحة والزبير ومعاوية وغيرهم، ولم يكن لهم هدف خاص كما كان لمعاوية وطلحة والزبير، وما ينسبه لهم المؤرّخون من الجدل حول التحكيم مع أنّهم من أنصاره في بداية الأمر ـ ونتائجه لم يلتزم بها أمير المؤمنينعليهالسلام إن صحّ ـ يدلّ على أنّهم كانوا في منتهى السذاجة والعفوية، وأنّهم كانوا ضحايا المتآمرين على أمير المؤمنين بقصد إثارة الفتن في جيشه وإلهائه عن معاوية والرجوع لحربه، وكان لمقتلهم آثاره السيئة في نفوس الكثيرين من أصحابه، لأنّ القتلى كان أكثرهم ينتمي إلى عشائر الكوفة والبصرة، فليس بغريب إذا ترك قتلهم في نفوس من ينتمون إليهم ما يجده كلّ قريب لفقد قريبه .
ولمّا انتهى أمير المؤمنين منهم دبّ الوهن والتخاذل والخلاف بين أصحابه، فجعل يستحثّهم على الخروج معه لحرب معاوية ويخطب فيهم المرّة تلو الأخرى فلا يجد منهم إلاّ التخاذل والخلاف عليه، فيقولون : لقد نفدت نبالنا وكلّت أذرعنا ونصلت أسنّة رماحنا وتقطعت سيوفنا، فأمهلنا