9%

وأمّا الرسالة الأخرى فقد بعثها إلى زياد حيث نكّل بأحد المؤمنين، فطالبهعليه‌السلام بالكفّ عن ذلك، فردّ زياد برسالة إلى الحسنعليه‌السلام جاء فيها : "من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة : أمّا بعد، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي، وأنت طالب حاجة وأنا سلطان"(١) .

واضح أنّ هذه الرسالة من زياد تعبير عن إحساسه المَرَضيّ بعقدة الحقارة والنقص، فهو ينسب نفسه إلى أبي سفيان، وينسب الحسنعليه‌السلام إلى فاطمةعليها‌السلام ، إلاّ أنّ الحسنعليه‌السلام أجابه بسطرين، نحسب أنّهما مزّقاه كلّ التمزيق، حيث كتبعليه‌السلام : "من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سميّة، أمّا بعد، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الولد للفراش، وللعاهر الحجر"(٢) .

من أدبهعليه‌السلام المنظوم :

١ ـ قالعليه‌السلام في التذكير بالموت :

قل للمقيم بغير دار إقامةٍ

حان الرحيل فودع الأحبابا

إنّ الذين لقيتهم وصحبتهم

صاروا جميعاً في القبور ترابا

٢ ـ وقالعليه‌السلام في الزهد في الدنيا :

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني

وشربة من قراح الماء تكفيني

وطمرة من رقيق الثوب تسترني

حياً وإن متّ تكفيني لتكفيني(٣)

__________

(١) جمهرة الرسائل : ٢ / ٣ .

(٢) المصدر نفسه : ٣٧ .

(٣) أعيان الشيعة : ٤ ق ١ .