وأمّا الرسالة الأخرى فقد بعثها إلى زياد حيث نكّل بأحد المؤمنين، فطالبهعليهالسلام بالكفّ عن ذلك، فردّ زياد برسالة إلى الحسنعليهالسلام جاء فيها : "من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة : أمّا بعد، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي، وأنت طالب حاجة وأنا سلطان"(١) .
واضح أنّ هذه الرسالة من زياد تعبير عن إحساسه المَرَضيّ بعقدة الحقارة والنقص، فهو ينسب نفسه إلى أبي سفيان، وينسب الحسنعليهالسلام إلى فاطمةعليهاالسلام ، إلاّ أنّ الحسنعليهالسلام أجابه بسطرين، نحسب أنّهما مزّقاه كلّ التمزيق، حيث كتبعليهالسلام : "من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سميّة، أمّا بعد، فإنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الولد للفراش، وللعاهر الحجر"(٢) .
من أدبهعليهالسلام المنظوم :
١ ـ قالعليهالسلام في التذكير بالموت :
قل للمقيم بغير دار إقامةٍ | حان الرحيل فودع الأحبابا | |
إنّ الذين لقيتهم وصحبتهم | صاروا جميعاً في القبور ترابا |
٢ ـ وقالعليهالسلام في الزهد في الدنيا :
لكسرة من خسيس الخبز تشبعني | وشربة من قراح الماء تكفيني | |
وطمرة من رقيق الثوب تسترني | حياً وإن متّ تكفيني لتكفيني(٣) |
__________
(١) جمهرة الرسائل : ٢ / ٣ .
(٢) المصدر نفسه : ٣٧ .
(٣) أعيان الشيعة : ٤ ق ١ .