الكفن كفن تضمّن بدنك، وكيف لا تكون هكذا وأنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكساء ؟! غذّتك بالتقوى أكفّ الحق، وأرضعتك ثدي الإيمان، ورُبّيت في حجر الإسلام، فطبت حيّاً وميّتاً، وإن كانت أنفسنا غير سخيّة بفراقك، رحمك الله أبا محمد(١) .
ل ـ وأخوه أبو عبد الله الحسين بن عليعليهالسلام قائلاً : "رحمك الله يا أبا محمد، إن كنت لتباصر الحق مظانّه، وتؤثر الله عند التداحض في مواطن التقية بحسن الرويّة، وتستشفّ جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، وتفيض عليها يداً طاهرة الأطراف، نقيّة الأسرّة، وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك، ولا غَرْوَ فأنت ابن سلالة النبوّة، ورضيع لبان الحكمة، فإلى رَوْح وريحان وجنّةِ نعيم، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه، ووهب لنا ولكم حُسن الأسى عنه"(٢) .
٤ ـ مكانتهعليهالسلام لدى العلماء والمؤرّخين :
أ ـ قال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني ـ وهو من أعلام القرن الخامس ـ عن الإمام الحسن المجتبى : سيّد الشباب، والمصلح بين الأقارب والأحباب، شبه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وحبيبه، سليل الهدى، وحليف أهل التقى، خامس أهل الكساء، وابن سيّدة النساء، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما(٣) .
ب ـ وقال ابن عبد البر عنه : لا أسود ممّن سمّاه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم سيّداً، وكان رحمة الله عليه حليماً ورعاً فاضلاً، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبةً فيما عند الله، وقال : والله ما أحببت منذ علمت ما ينفعني وما
__________
(١) مروج الذهب : ٣ / ٧ .
(٢) حياة الإمام الحسن : ٢ / ٤٤٠ .
(٣) أخبار إصبهان : ١ / ٤٤، طبعة ليدن سنة ١٩٣١ .