الفصل الثالث: من فضائل الإمام المجتبىعليهالسلام ومظاهر شخصيته
عبادتهعليهالسلام :
أ ـ روى المفضّل عن الإمام جعفر بن محمد الصادقعليهالسلام عن أبيه عن جدّه :"أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً، وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله ـ تعالى ذكره ـ شهق شهقةً يغشى عليه منها .
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عَزَّ وجَلَّ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم (١) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عَزَّ وجَلَّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً ..." (٢) .
ب ـ وكانعليهالسلام إذا توضّأ; ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك فقال :"حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله" .
ج ـ وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول :"ضيفك ببابك، يا محسن
__________
(١) اضطراب السليم من لسعة العقرب .
(٢) راجع الأمالي للصدوق : ١٥٠، وبحار الأنوار : ٤٣ / ٣٣١ .