9%

وقال الزمخشري : وفيه دليل ـ لا شيء أقوى منه ـ على فضل أصحاب الكساء(١) .

ويمكننا استخلاص جملة من الأمور من يوم المباهلة أهمها :

أوّلاً : الأنموذج الحي :

إنّ إخراج الحسنينعليهما‌السلام في قضية المباهلة لم يكن أمراً عادياً، وإنّما كان مرتبطاً بمعاني ومداليل خطيرة، أهمها: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حينما يكون على استعداد للتضحية بنفسه وبهؤلاء الذين يعتبرهم القمّة في النضج الرسالي، بالإضافة إلى أنّهم أقرب الناس إليه فإنّه لا يمكن أن يكون كاذباً ـ والعياذ بالله ـ في دعواه، كما لاحظه وأقرّه رؤساء النصارى الذين جاءوا ليباهلوه، وكذلك يدل على تفانيه في رسالته الإلهيّة وعلى ثقته بما يدعو إليه .

ثانياً : في خدمة الرسالة :

إنّ اعتبار الإمام الحسن وأخيه الحسينعليهما‌السلام في صباهما المثل الأعلى والأنموذج المجسّد للإسلام وعي عقائدي سليم فرضته الأدلة والبراهين التي تؤكّد بشكل قاطع على أن الأئمة الأطهارعليهم‌السلام كانوا في حال طفولتهم في المستوى الرفيع الذي يؤهّلهم لتحمّل الأمانة الإلهية وقيادة الأُمة قيادة حكيمة وواعية، كما سَجَّل التاريخ ذلك بالنسبة لكل من الإمامين الجوادعليه‌السلام والمهدي "عجّل الله تعالى فرجه الشريف" حيث شاءت الإرادة الإلهية أن يتحمّلا مسؤولياتهما القيادية في السنين الأُولى من حياتهما، وهذا ليس بالغريب على من أرادهم الله حملة لدينه ورعاة لبريته، فهذا عيسى بن مريم يتحدّث عنه القرآن الكريم بقوله :( فَأَشَارَتْ إليه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيَّاً *

__________

(١) الكشاف : ١ / ٣٧٠، وراجع الصواعق المحرقة : ص١٥٣ عنه، وراجع الإرشاد للمفيد : ص٩٩، وتفسير الميزان : ٣ / ٢٣٨ .