9%

قاطعاً على إمامتهعليه‌السلام ، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يهتم في إظهار ذلك لأُولئك الذين استأثروا بالأمر وأقصوا أصحاب الحقّ الحقيقيين عن حقّهم، وقد اتّبععليه‌السلام في لفت الأنظار إلى الحسنعليه‌السلام أُسلوباً من شأنه أن يتناقله الناس ويتندروا به في مجالسهم، إذ أنّ إجابة طفل لم يبلغ عمره العشر سنوات على أسئلة عويصة وغامضة لأمر يثير عجبهم ويستأثر باهتمامهم.

وذكر القاضي النعمان في شرح الأخبار بإسناده عن عبادة بن الصامت: أنّ أعرابياً سأل أبا بكر، فقال: إنّي أصبت بيض نعام فشويته، وأكلته وأنا محرم، فما يجب عليّ؟ فقال له: يا أعرابي، أشكلت عليّ في قضيّتك، فدلّه على عمر، ودلّه عمر على عبد الرحمن بن عوف، فلمّا عجزوا قالوا: عليك بالأصلع، فقال أمير المؤمنين : "سل أيّ الغلامين شئت"، فقال الحسن : "يا أعرابي، ألك إبل؟" قال: نعم، قال: "فاعمد إلى ما أكلت من البيض نوقاً، فاضربهن بالفحول، فما فصل منها فأهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه"، فقال أمير المؤمنين: "إنّ من النوق السلوب، ومنها ما يزلق"(١) ، فقال : إن يكن من النوق السلوب وما يزلق، فإنّ من البيض ما يمرق(٢) ، قال: فسمع صوت "أيّها الناس، إنّ الذي فهّم هذا الغلام هو الذي فهّمهما سليمان بن داود"(٣) .

٤ ـ الإمام الحسنعليه‌السلام في الشورى :

بعد أن طعن عمر بن الخطاب، ورتّب قضية الشورى على النحو المعروف قال للمرشحين : "وأحضروا معكم من شيوخ الأنصار وليس لهم

__________

(١) الناقة السلوب : التي مات ولدها، أو ألقته لغير تمام.

(٢) مرقت البيضة : فسدت .

(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٤ / ١٠ .