كان خطأً ومضرّاً ولا يحقق الأهداف المطلوبة(١) .
وعلى كلّ حال فإنّ جميع ما تقدّم ليكفي في أن يلقي ظلالاً ثقيلةً من الشك والريب فيما ينسب إلى الإمامين الهمامين الحسن والحسينعليهماالسلام من الاشتراك في فتح جرجان أو في فتح أفريقية، مع أنّ عدداً من كتب التاريخ التي عدّدت أسماء كثيرة من الشخصيات المشتركة في فتح أفريقية لم تذكرهما، علماً بأنّهما من الشخصيات التي كان يهم السياسة الزمنية للخلفاء التأكيد على ذكرها في مقامات كهذه .
هـ ـ ويؤيّد ذلك أيضاً: أنّ الإمام عليّاًعليهالسلام منع ولديه في صفين والجمل من الخوض في المعركة، وقال ـ وقد رأى الحسن يتسرّع إلى الحرب ـ : "أملكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني، فإنّني أنفّس بهذين الغلامين ـ يعني الحسنينعليهماالسلام ـ على الموت، لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم "(٢) .
وقد كان هذا منهعليهالسلام في وقت كان له كثير من الأولاد، فكيف يسمح بخروجهما مع أمير أموي أو غير أُموي، ولم يكن قد ولد له غيرهما من الأولاد بعد، أو كان ولكنّهم قليلون ؟!.
إنّ جميع ما تقدم يجعلنا نطمئنّ إلى عدم صحة ما ينسب إلى الحسنينعليهماالسلام من الاشتراك في الغزوات آنئذ .
٣ ـ الإمام الحسنعليهالسلام وحصار عثمان :
نقل بعض المؤرّخين: أنّه حينما حاصر الثائرون عثمان; بعث الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام بولديه الحسن والحسينعليهماالسلام للدفاع عنه، بل قالوا : إنّ
__________
(١) والبحث يحتاج إلى تحقيق أعمق وأوسع لا يتناسب مع هذا الكتاب .
(٢) نهج البلاغة بشرح محمد عبده : ٢ / ٢١٢، وتاريخ الطبري: حوادث سنة ٣٧ : ٤ / ٤٤ .