9%

نعم، ربّما يكون الإمام الحسنعليه‌السلام قد ساعد على نجاة البعض من دون اشتراك في القتال، بل بما يحظى من احترام خاص في النفوس، ففي محاورة جرت بينه وبين مروان بن الحكم، قالعليه‌السلام لمروان : "أفلا أرقت دم من وثب على عثمان في الدار فذبحه كما يذبح الجمل، وأنت تثغو ثغاء النعجة، وتنادي بالويل والثبور، كالأمة اللكعاء؟ ألا دفعت عنه بيد أو ناضلت عنه بسهم؟ لقد ارتعدت فرائصك، وغشي بصرك، فاستغثت بي كما يستغيث العبد بربّه، فأنجيتك من القتل ووضعتك منه، ثم تحثّ معاوية على قتلي"(١) .

٥ ـ هل كان الإمام الحسنعليه‌السلام عثمانياً ؟

هنالك جملة من الافتراءات ألحقها بعض كتّاب التاريخ بالحسنعليه‌السلام ، ومن هذه الافتراءات: دعوى أنّ الإمام الحسنعليه‌السلام "كان عثمانياً بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة"، قالوا : "وربما غلا في عثمانيّته، حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحبّ، فقد روى الرواة : أنّ عليّاً مرّ بابنه الحسن وهو يتوضّأ، فقال له : أسبغ الوضوء يا حسن! فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة : "لقد قتلتم بالأمس رجلاً كان يسبغ الوضوء" فلم يزد عليٌ أن قال : لقد أطال الله حزنك على عثمان"، وفي نصٍّ آخر للبلاذري : "لقد قتلت رجلاً كان يسبغ الوضوء"(٢) .

وفي قصّة أخرى يزعمون : "أنّ الحسن بن علي قال لعليّ : يا أمير المؤمنين! إنّي لا أستطيع أن أكلّمك، وبكى، فقال عليّ : تكلّم، ولا تحنّ حنين المرأة، فقال : إنّ الناس حصروا عثمان، فأمرتك أن تعتزلهم وتلحق بمكة، حتى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها، فأبيت، ثم قتله الناس، فأمرتك أن

__________

(١) المحاسن والمساوي : ١ / ١٣٥ .

(٢) الفتنة الكبرى قسم : علي وبنوه ١٧٦، وأنساب الأشراف : ٣ / ١٢ بتحقيق المحمودي .