ليهلكنّ دينكم ودنياكم"(١) .
وبلغ الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام خطاب ابن الزبير، فأوعز إلى ولده الإمام الحسنعليهالسلام بالردّ عليه، فقام خطيباً، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال : "قد بلغتنا مقالة ابن الزبير في أبي وقوله فيه : إنّه قتل عثمان، وأنتم يا معشر المهاجرين والأنصار وغيرهم من المسلمين، علمتم بقول الزبير في عثمان، وما كان اسمه عنده، وما كان يتجنّى عليه، وأنّ طلحة يومذاك ركز رايته على بيت ماله وهو حيّ، فأنّى لهم أن يرموا أبي بقتله وينطقوا بذمّه؟! ولو شئنا القول فيهم لقلنا.
وأمّا قوله : إنّ علياً ابتزّ الناس أمرهم، فإنّ أعظم حجّة لأبيه زعم أنّه بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه، فقد أقرّ بالبيعة وادّعى الوليجة، فليأت على ما ادّعاه ببرهان وأنّى له ذلك؟ وأمّا تعجّبه من تورّد أهل الكوفة على أهل البصرة فما عجبه من أهل حقٍّ تورّدوا على أهل باطل! أمّا أنصار عثمان فليس لنا معهم حرب ولا قتال، ولكنّنا نحارب راكبة الجمل وأتباعها" .
٥ ـ الإمام عليعليهالسلام في الكوفة بعد حرب الجمل :
بعد أن وضعت حرب الجمل أوزارها توقَّف الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام شهراً في البصرة، ثم غادرها متوجّهاً إلى الكوفة، مخلّفاً عبد الله بن عباس عليها، وقد مكث أمير المؤمنينعليهالسلام عدّة أشهر في الكوفة قبل أن يتحرك نحو صفّين لقتال القاسطين (أي معاوية وأنصاره)، وقد قام خلال هذه الفترة بتعيين وظائف ولاته وتنظيم الأمور، كما وتبادل الرسائل مع معاوية وغيره من المتمرّدين على خلافتهعليهالسلام .
__________
(١) حياة الإمام الحسن : ١ / ٤٤٤ .