9%

٦ ـ خطاب الإمام الحسنعليه‌السلام :

نقل العلاّمة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) عن كتاب "العدد" روايةً أشارت إلى أنّ بعض أهل الكوفة اتّهموا الإمام الحسنعليه‌السلام بضعف الحجّة والعجز عن الخطابة، ولعلّ هذه الرواية متعلّقة بهذه الفترة(١) .

وعندما سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بتلك الاتهامات دعا ولده الإمام الحسنعليه‌السلام ليلقي في أهل الكوفة خطاباً، يفنّد فيه تلك المزاعم، وقد استجابعليه‌السلام لدعوة أبيهعليه‌السلام ، وألقى في حشود من الكوفيين خطاباً بليغاً، جاء فيه : "أيّها الناس! أعقلوا عن ربّكم، إنّ الله عَزَّ وجَلَّ اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرّيّةً بعضها من بعض والله سميع عليم، فنحن الذرّيّة من آدم والأسرة من نوح، والصفوة من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، وآل من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن فيكم كالسماء المرفوعة، والأرض المدحوّة، والشمس الضاحية، وكالشجرة الزيتونة، لا شرقية ولا غربية، التي بورك زيتها، النبيّ أصلها، وعليّ فرعها، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن تخلّف عنها فإلى النار هوى ..." .

وبعد أن انتهى الحسنعليه‌السلام من خطبته صعد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المنبر وقال : "يا بن رسول الله! أثبَتَّ على القوم حجّتَك، وأوجبْتَ عليهم طاعتك، فويلٌ لمن خالفك"(٢) .

__________

(١) زندگانى إمام حسن مجتبى، للسيد هاشم رسولي : ١٣٨ .

(٢) بحار الأنوار : ٤٣ / ٣٥٨ .