9%

لك أن تخلفه ونولّيك هذا الأمر؟"(١) .

فأجابه الإمام الحسنعليه‌السلام بكلّ حزم : "كلا والله لا يكون ذلك"(٢) ، ثم أردف قائلاً : "لكأنّي أنظر إليك مقتولاً في يومك أو غدك، أما إنّ الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلقاً بالخلوق(٣) وترى نساء أهل الشام موقفك، وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلاً"(٤) .

ورجع عبيد الله إلى معاوية وهو خائب حسير قد أخفق في مهمته، وأخبره بحديث الإمامعليه‌السلام فقال معاوية : "إنّه ابن أبيه"(٥) .

وخرج عبيد الله في ذلك اليوم إلى ساحة الحرب يقاتل مع معاوية، فلقي حتفه سريعاً على يد رجل من قبيلة همدان، واجتاز الإمام الحسنعليه‌السلام في ساحة المعركة، فرأى رجلاً قد توسّد رجلاً قتيلاً وقد ركز رمحه في عينه وربط فرسه في رجله، فقال الإمامعليه‌السلام لمن حوله : اُنظروا من هذا؟ فأخبروه أن الرجل من همدان وأنّ القتيل عبيد الله بن عمر(٦) .

ومن الواضح أنّ هذا الحادث من كرامات الإمام الحسنعليه‌السلام حيث أخبر عن مصير عبيد الله قبل وقوعه، وأنبأه بنهايته الذليلة، وقد تحقّق ذلك بهذه السرعة .

٩ ـ أملكوا عنّي هذا الغلام :

لم تكن المواجهة في صفّين على وتيرة واحدة، فكانت تارةً على شكل

__________

(١) حياة الإمام الحسن : ١ / ٤٩٢ .

(٢) المصدر السابق : ٤٩٢ ـ ٤٩٣ .

(٣) الخلوق : الطيب .

(٤) و(٥) و(٦) المصدر السابق : ١ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣.