9%

مناوشات بين الفريقين، وتارة أخرى كانت بصورة التحام كامل بين الجيشين، وأول مواجهة حيث اتّخذت شكل الالتحام العام رأى الإمام عليعليه‌السلام ابنه الإمام الحسنعليه‌السلام يستعدّ ليحمل على صفوف أهل الشام، فقال لمن حوله : "أملكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني(١) فإنّني أنفس(٢) بهذين الغلامين ـ يعني الحسن والحسين ـ لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله"(٣) .

١٠ ـ الإمام الحسنعليه‌السلام والتحكيم :

بعد أن مضت عدّة أشهر على المواجهة بين جيش الإمام عليعليه‌السلام وجيش معاوية، وبعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالجانبين، أوشك جيش الحقّ بقيادة أمير المؤمنينعليه‌السلام على تحقيق النصر ووضع حدٍّ لهذا النزف الذي أوجده معاوية في جسم الأمة الإسلامية، إلاّ أنّ عمرو بن العاص أنقذ جيش معاوية من الهزيمة المؤكدة، عندما دعا هذا الجيش إلى رفع المصاحف على الرماح والمطالبة بتحكيم القرآن بين الجانبين .

واضطرّ الإمام عليعليه‌السلام لقبول التحكيم بعد أن مارس جمع من المقاتلة ضغوطاً كبيرة عليه، فقد انطلت عليهم خدعة ابن العاص بسبب جهلهم، كما وظّف المنافقون والانتهازيون القضية لتدعيم ضغوط الجهلة على الإمام المظلومعليه‌السلام .

وبعد أن انخدع أبو موسى الأشعري ـ ممثّل العراقيّين ـ بحيلة عمرو بن العاص ـ ممثّل الشاميين ـ في قضيّة التحكيم; التفت الذين فرضوا التحكيم

__________

(١) يهدّني : أي يهلكني .

(٢) أنفس : أبخل .

(٣) حياة الإمام الحسن : ١ / ٤٩٧ .