كان يختزن في قلبه حقداً أعمى على الإمام المظلوم، فخطّط سرّاً للتآمر على حياة أمير المؤمنينعليهالسلام وفي نهاية المطاف وبعد أن نسّق عمله مع عدد من الخوارج والمنافقين من أهل الكوفة; استطاع في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في عام (٤٠) للهجرة أن يغتال الإمام عليّاًعليهالسلام وهو في محراب العبادة وفي بيت الله ـ مسجد الكوفة ـ لينطلق في الآفاق نداؤه الخالد : "فزت وربِّ الكعبة".
١٣ ـ في ليلة استشهاد الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام :
لما عزم الإمام عليعليهالسلام على الخروج من بيته ـ قبل أن تشرق أنوار الفجر ـ إلى مناجاة الله وعبادته في مسجد الكوفة صاحت في وجهه إوز كانت قد أُهدِيَتْ إلى الحسن، فتنبّأعليهالسلام من صياحهنّ وقوع الحادث العظيم والرزء القاصم، قائلاً :"لا حول ولا قوّة إلا بالله، صوائح تتبعها نوائح" .
وأقبل الإمام على فتح الباب فعسر عليه فتحها وكانت من جذوع النخل فاقتلعها فانحلّ إزاره فشدّه وهو يقول :
أُشدد حيازيمك للموت | فإن الموت لاقيكا | |
ولا تجزع من الموت | إذا حلّ بواديكا |
واضطرب الإمام الحسنعليهالسلام من خروج أبيه في هذا الوقت الباكر فقال له:"ما أخرجك في هذا الوقت؟" .
فأجابهعليهالسلام :"رؤيا رأيتها في هذه الليلة أهالتني" .
فقال له الإمام الحسنعليهالسلام :"خيراً رأيت، وخيراً يكون، قصّها عليّ" . فأجابه الإمام عليعليهالسلام :"رأيت جبرئيل قد نزل من السماء على جبل أبي قبيس، فتناول منه حجرين، ومضى بهما إلى الكعبة، فضرب أحدهما بالآخر فصارا كالرميم، فما بقي بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله من ذلك الرماد شيء" .
فسألهعليهالسلام :"ما تأويل هذه الرؤيا؟ ".
فقالعليهالسلام :"إن صدقت رؤياي، فإن أباك مقتول، ولا يبقى بمكة ولا بالمدينة إلاّ دخله الهمّ والحزن من أجلي" .