فالتاع الحسن وذهل وانبرى قائلاً بصوت خافت حزين النبرات :"متى يكون ذلك؟" .
قال الإمامعليهالسلام :"إن الله تعالى يقول: ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) (١) ولكن عهدهُ إليّ حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، يقتلني عبد الرحمن بن ملجم" .
فقال الإمام الحسنعليهالسلام :"إذا علمت ذلك فاقتله" .
فقال الإمام عليعليهالسلام :"لا يجوز القصاص قبل الجناية والجناية لم تحصل منه" .
وأقسم الإمام على ولده الحسن أن يرجع إلى فراشه، فلم يجد الحسن بدّاً من الامتثال(٢) .
١٤ ـ الإمام الحسنعليهالسلام بجوار والدهعليهالسلام الجريح :
وصل أمير المؤمنينعليهالسلام مسجد الكوفة ووقعت تلك الفاجعة العظمى على يد أشقى الأشقياء، وسمع أهل الكوفة بالفاجعة، فهرعوا إلى المسجد وخفّ أبناء الإمامعليهالسلام مسرعين، وكان الإمام الحسنعليهالسلام في مقدمة الذين وصلوا المسجد فوجد أباهعليهالسلام صريعاً في محرابه وقد تخضّب وجهه ولحيته بدمه، وجماعة حافّين به يعالجونه للصلاة، ولمّا وقع نظره على ولده
__________
(١) لقمان (٣١) : ٣٤ .
(٢) حياة الإمام الحسن : ١ / ٥٥٧ ـ ٥٥٨ .