9%

فقال هشام: كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبّها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلاّه على ظلمه في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما فتحيّر يحيى ولم يطق جواباً، واستحسن الرشيد هذا البيان الرائع الذي تخلص به هشام(١) .

وله مناظرات من هذا القبيل مع العالم النظام(٢) ومع ضرار الضبي(٣) فراجع مناظراته في موسوعة بحار الأنوار في ما يختص بحياة صحابة الإمام الكاظمعليه‌السلام .

وهكذا استطاع أهل البيتعليهم‌السلام من خلال خيرة أصحابهم أن يحفظوا للأمة المسلمة هويّتها ويدافعوا عن شخصيّتها المعنوية واستقلال كيانها الفكري والديني.

الفصل الثّالث: اعتقالات الإمامعليه‌السلام حتى استشهاده

التخطيط لسجن الإمامعليه‌السلام

لسنا الآن بصدد التعرض إلى تفاصيل أسباب سجن الإمام من قبل الرشيد. لأن سلوك الإمام وتأثيره في الأمة كما عرفت كان كافياً لأن يدفع بالرشيد الذي لا يتبنى حكمه على أصول مشروعة ليخطط لسجن الإمامعليه‌السلام وبالتالي اغتياله، هذا فضلاً عن كون الرشيد قد قطع على نفسه بداية تسلّمه للحكم بأن سوف يستأصل الوجود العلوي فإذا كان هذا شعاره أول الأمر مع كل العلويين فكيف بزعيم العلويين وقائدهم وسيدهم.

وينبغي أن نفرق بين الأسباب الواقعية وبين الأسباب التي كان يتذرع بها الرشيد لتبرير سلوكه العدائي مع الإمامعليه‌السلام .

ــــــــــــ

(١) الفصول المختارة: ٤٢ ووردت المناظرة باختصار في عيون إخبار الرضا: ٢ / ١٥.

(٢) الكشي: ٢٧٤ ح ٤٩٣ في الخلود في الجنة وعدمها.

(٣) كمال الدين: ٢/٣٦٢ ـ ٣٧٠ وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ١٩٩ ح ٧.