9%

الاتّجاه الرابع: الإمام الكاظمعليه‌السلام وتركيز القيادة الشرعية السياسيّة

ركّز الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام على مسألة القيادة والولاية الشرعية المتمثّلة بالإمام المعصوم والموقف من القيادة السياسية المنحرفة، وتعريف الخواص بالإمامة والقيادة الحقة عبر أساليب تربويّة.

وفي هذا الاتجاه قام الإمامعليه‌السلام تعميقاً لهذا المعنى ـ بعدة نشاطات:

النشاط الأوّل: في المجال الفكري

فقد عمق الإمامعليه‌السلام الأسس والثوابت العقائدية والفكرية التي أسس لها الأئمةعليهم‌السلام من قبله، والتي تشكّل تحصينات وقائية تطرد بدورها الفكر المضاد والدخيل الذي تعتمده الخلافة العباسية في نظرية الحكم والتي تحاول به الخلط بين ما هو أصيل ودخيل بهدف تضليل الأمة بعد ما رفعت شعار الدعوة إلى الرضا من آل محمّد.

لذا أعطى الإمامعليه‌السلام مقياساً واضحاً تميّز به الأمة وتطبقه على كل من يدّعي القيادة والخلافة الشرعية.

فعن أبي بصير عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك بم يعرف الإمام؟ فقال:(بخصال: أمّا أوّلهن فشيء تقدم من أبيه فيه، وعرّفه الناس، ونصّبه لهم علماً، حتى يكون حجّة عليهم؛ لأن رسول الله نصّب علياً عليه‌السلام علماً وعرّفه الناس، وكذلك الأئمة يعرّفونهم الناس وينصبونهم لهم حتى يعرفوه، ويسأل فيجيب، ويسكت عنه فيبتدي، ويخبر الناس بما في غد، ويكلّم الناس بكلّ لسان) (١) .

ــــــــــــ

(١) قرب الإسناد: ٢٦٥ ح ١٢٦٣، وأصول الكافي: ١/٢٨٥ ح ٧، والإرشاد: ٢/٢٢٤، ودلائل الإمامة: ١٦٩ وعن الإرشاد في إعلام الورى: ٢/٢٢، وفي بحار الأنوار: ٤٨/٤٧ ح ٣٣ عن قرب الإسناد والإرشاد والإعلام والخرائج.