9%

فلما نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسنعليه‌السلام فوجدته في المحراب قد سجد فأطال السجود ثم رفع رأسه إليَّ فقال:اخرج فانظر ما يقول الناس . فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر فأخبرته. قال:الله أكبر ! ما كان ليرى بيت الله أبداً )(١) .

وهكذا انتهت حياة المنصور العبّاسي واستولى على الحكم من بعده ابنه المهدي وذلك في سنة (١٥٨ هـ) ، وبذلك بدأ عهد سياسي جديد له ملامحه وخصائصه. وسوف نرى مواقف الإمام الكاظمعليه‌السلام الرساليّة في هذا العهد الجديد.

الفصل الثّالث: الإمام الكاظمعليه‌السلام وحكومة المهدي العبّاسي

ملامح عهد المهديّ العباسيّ

ويمكن أن نوجز ملامح حكومته وعهده فيمايلي:

أولا: لم يطرأ على سياسية الخليفة العبّاسي المهدي أيّ تغيير يعول عليه، فقد التزم بالنهج العبّاسي كخط ثابت واستوحى منه ما يجب أن يعمله من تفصيلات قد تستحدث أثناء سلطته، وسار على ما سار عليه الخلفاء العبّاسيون من قبله، نعم طرأ بعض التغيير لصالح العلويين بعد ذلك التضييق الشديد من المنصور على العلويين فكانت مصلحة الحكم تقتضي شيئاً من المرونة، الأمر الذي دعا الإمامعليه‌السلام أن يستغل هذه المرونة التي اتّخذها المهدي العبّاسي لصالح أتباعه وتوسعة نشاطه ومحاور تحرّكه.

ثانياً: إنّ المرونة التي طرأت على سياسة المهدي العبّاسي مع العلويين كانت في بداية حكمه وتمثلت فيما أصدره من عفو عام عن جميع المسجونين وفي ردّ جميع الأموال المنقولة وغير المنقولة والتي كان قد صادرها أبوه ظلماً وعدواناً إلى أهلها، فردّ على الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ما صادره أبوه من أموال الإمام الصادقعليه‌السلام .

ــــــــــــ

(١) قرب الإسناد: ٢٦٤ ح ١٢٥٩ وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ٤٥.