9%

النشاط العام للإمام الكاظمعليه‌السلام

كان الغالب على حياة الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام عدم الانفتاح على الأُمة في حركته العامة.

وجاءت هذه المحدودية في الانفتاح على الأُمة بسبب تشدّد الخلفاء العباسيين ومراقبة أجهزتهم التجسسية له التي كانت تشك في أيّ حركة تصدر منهعليه‌السلام .

ومع ذلك فقد تنوّعت نشاطات الإمام في مجالات شتّى يمكن أن نشير إليها فيما يلي:

١ ـ المجال السياسي:

قام الإمامعليه‌السلام بتوضيح موقفه تجاه الخلفاء والخلافة للأمة، وان كلفه الموقف ثمناً قد يؤدّي بحياته.

لقد كان هذا التحرك من الإمامعليه‌السلام لئلا يتسرّب الفهم الخاطئ للنفوس ويكون تقريراً منه للوضع الحاكم أو يُتخذ سكوته ذريعة لتبرير المواقف الانهزامية.

من هنا نجد للإمامعليه‌السلام المواقف التالية:

الموقف الأول: لقد ذكرنا بأن المهدي العباسي عند تسلّمه زمام الحكم من أبيه المنصور أبدى سياسة مرنة مع العلويين أراد بها كسبهم وحاول أن ينسب من خلالها المظالم العبّاسية إلى العهد البائد، ويوحي من جانب قوة الخلافة وشرعيتها وعدالتها عندما أعلن إعادة حقوق العلويين لهم وأصدر عفواً عاماً للمسجونين، وأرجع أموال الإمام الصادقعليه‌السلام إلى الإمام الكاظمعليه‌السلام .

من هنا وجد الإمامعليه‌السلام فرصته الذهبية لاستغلال هذه البادرة فبادر بمطالبة المهدي بإرجاع فدك باعتبارها تحمل قيمة سياسية ورمزاً للصراع التأريخي بين خط السقيفة وخط أهل البيتعليهم‌السلام .