وعند الله أحتسبكم من عُصبة) (١) .
ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي الله عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات:(إنّا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله) (٢) .
٢ ـ المجال الأخلاقي والتربوي:
لقد أشاع الحكّام العبّاسيون أخلاقاً وممارسات جاهلية أصابت القيم والأخلاق الإسلامية بالاهتزاز وعرّضت المثل العليا للضياع.
وهذا المخطط كان يستهدف المسخ الحضاري للأمة الإسلامية ولم يكن حالة عقوبة أفرزتها نزوة الخليفة فقط وإنما هي ذات رصيد تأريخي وجزء من تخطيط جاهلي هادف لتغيير معالم الحضارة والأمة الإسلامية التي ربّاها القرآن العظيم والرسول الكريم.
من هنا واجه الإمامعليهالسلام هذا المخطط بأسلوب أخلاقي يتناسب مع أهداف الرسالة يذكّر الأُمة بأخلاقية الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ويعيد لها صوراً من مكارم أخلاقه.
هنا نشير إلى نماذج من نشاطه:
النموذج الأول: عن حماد بن عثمان قال: بينا موسى بن عيسى في داره التي تشرّف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسىعليهالسلام مقبلاً من المروة على بغلة فأمر ابن هيّاج ـ رجل من همدان منقطعاً إليه ـ أن يتعلّق بلجامه ويدّعي البغلة، فأتاه فتعلّق باللجام وادعّى البغلة، فثنى أبو الحسنعليهالسلام رجله فنزل عنها
ــــــــــــ
(١) بحار الأنوار: ٤٨ / ١٦٥ عن مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني.
(٢) أصول الكافي: ١/٣٦٦ وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ١٦١، ح ٦.