الباب الرابع: وفيه فصول:
الفصل الأول: ملامح عهد الرشيد وسياسته مع الإمام الكاظمعليهالسلام .
الفصل الثاني: موقف الإمام الكاظمعليهالسلام من حكم الرشيد.
الفصل الثالث: اعتقالات الإمامعليهالسلام حتى استشهاده.
الفصل الرابع: تراث الإمام الكاظمعليهالسلام .
الفصل الأوّل: ملامح عهد الرشيد وسياسته مع الإمام الكاظمعليهالسلام
تعتبر السنوات الأخيرة من عمر الإمام موسى الكاظمعليهالسلام من أعقد مراحل حياته وأشدّها صعوبة وأذىً على الإمامعليهالسلام بالقياس إلى المراحل الأخرى التي سبقتها، وقد عاصر فيها هارون الرشيد لمدة (١٤) سنة وأشهراً(١) وكانت حافلة بالآلام والمصاعب.
وقد صبّ فيها هارون كلّ الحقد الجاهلي وما تطويه نفسه الخبيثة من لؤم ودهاء على أهل البيتعليهمالسلام فقد صمّم سياسة ظالمة تميّز بها عن غيره من الخلفاء، حتى كان من شأنها أن شل حركة الإمامعليهالسلام وعزله عن الأُمة تمهيداً لقتله فيما بعد داخل السجن، وبهذا تشكل حياة الإمام موسى لجوؤه لأساليب أخرى من العمل مرحلة جديدة بالنسبة لحركة الأئمةعليهمالسلام الذين سبقوه. ويكون الحديث عن هذه المرحلة من حياة الإمام الكاظمعليهالسلام في عدة فصول:
الأوّل: عن عهد الرشيد وعن أساليبه التي استخدمها مع الإمامعليهالسلام .
الثاني: موقف الإمامعليهالسلام من حكم وسياسة الرشيد ونشاط الإمامعليهالسلام مع الأُمة.
الثالث: عن اعتقالات الإمام ودوره في داخل السجن حتى استشهادهعليهالسلام في سنة (١٨٣ هـ). ويقع الكلام في هذا الفصل ضمن بحثين:
البحث الأول: ملامح عهد الرشيد:
سبقت الإشارة إلى الظواهر الانحرافية التي اجتاحت البلاد الإسلامية والسياسة الظالمة ضد أهل البيتعليهمالسلام التي جاء بها العباسيون في منهجهم الجاهلي.
ــــــــــــ
(١) إعلام الورى: ٢/٧ وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ١، ح١.