ضخامته تلك، بل إنّه تعالى إنّما يقيم ويكرّم شيئاً واحداً هو إرادة الإنسان، حبّ الله، والإيثار، والشهادة، وتسامي الإنسان من أرض الشهوات إلى اُفق الحبّ الإلهي.
ومن المعلوم أنّ هناك في تاريخ الأنبياءعليهمالسلام العديد العديد من التضحيات، والأعمال والإنجازات المتميّزة التي لا يكاد العقل البشري يبلغها، ولكن كل تلك المكارم والتضحيات والإيثار والفداء تجمّعت مرة واحدة في كربلاء خلال فترة زمنية قصيرة.
ولندرس في هذا المجال القرآن الكريم الذي سجّل تاريخ الأنبياء في أصدق وأوضح مظاهره المشرقة؛ فماذا فعل النبي آدم، وماذا فعل النبي نوح، وماذا فعل النبي إبراهيمعليهمالسلام ؟ وماذا كانت سيرة النبي موسى والنبي عيسىعليهماالسلام ؟
لقد فعلوا أشياء كثيرة، ولكنها تجسّدت جميعاً في كربلاء؛ ولذلك فإننا نقف أمام ضريح الإمام الحسينعليهالسلام لنقول:« السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله » (١) .
وبالطبع فإنّي لا أعلم متى كلّم الله تعالى الحسين الشهيدعليهالسلام ، ولكنني قرأت في التأريخ أنّ النبيصلىاللهعليهوآله قال عن شهيد من شهداء الإسلام إنّ الله سبحانه كلّمه مجابهة، ولا ريب أن سيّد الشهداء
____________________
(١) مفاتيح الجنان - زيارة الإمام الحسينعليهالسلام / ٤٢٨.