11%

انتهت إليك عني اُمور … أمّا ما ذكرت أنه رُقي إليك عني، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون المشاؤون » .

وهنا يوضحعليه‌السلام أنّ جهاز الحكم لا يمكنه أن يكسب ثقة الناس من خلال سياسة الاستخبارات والجاسوسية؛ لأنّ الوشاة والنمّامين يفرّقون قبل أن يوحّدوا. ثمّ ينفيعليه‌السلام أن يكون قد أعدّ العدة لشن حرب عسكرية ظاهرية ضد معاوية؛ لأنّ سياسته وإستراتيجيته كانتا تقومان على أساس تشكيل معارضة قوية ضد الحكم الاُموي، تتفجّر بعد معاوية وتستمر إلى ما شاء الله.

ثم يقولعليه‌السلام مهّدداً هو الآخر معاوية:« … وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك » ، أي إن كانت هناك خشية فهي خشيتي من الله تعالى في أن أتركك أنت يا معاوية تتحكم في رقاب المؤمنين،« … ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة » (١) .

جرائم الحزب الاُموي

إنّ هذه الرسالة يكتبها رجل ينبغي أن يكون - حسب زعمهم - مطيعاً لمعاوية بن أبي سفيان الذي سيطر على البلاد الإسلاميّة جميعاً، ولكن لننظر إلى لهجة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام الذي يتحدى الطاغوت الاُموي الجائر، ويستعرض المظالم والجرائم التي ارتكبها بحق المؤمنين الصالحين، وإعلائه في مقابل ذلك لشأن السفلة، وشذّاذ الآفاق، وتسليطهم على رؤوس المسلمين:« ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين، الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ويأمرون بالمعروف،

____________________

(١) حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام - القرشي ٢ / ٢٢٥.