11%

وانقرضوا تقريباً؛ فلقد انهى السلب والنفي والرفض كلَّ شيء لديهم حتّى وجودهم.

حركات ذات بعدين

تعتبر حركة الإسلام حركة ذات بعدين؛ حيث بدأ الإسلام بكلمة (لا إله إلاّ الله). فحينما نقول: (لا إله) فإنّنا نعني ألا يكون هناك وثن، ولا صنم، ولا عبادة للشمس، ولا عبادة للنجم، ولا عبادة للطاغوت، ولا عبادة للقوم، ولا عبادة للعنصر، ولا عبادة للدم، ولا عبادة للوطن، ولا عبادة للأرض. أما حينما نقول: (إلاّ الله) فذلك يعني أننا نقول: نعم لله ورسوله وخلفائه، وحزبه وجنده.

في حين أن الخوارج أخذوا فقط (لا إله) فسكتوا؛ لأنّ الذي ينفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينفي الله، والذي ينفي علياًعليه‌السلام ينفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والذي ينفي الحسن ينفي علياًعليهما‌السلام ، والذي ينفي الحسين ينفي الحسنعليهما‌السلام ، أي إنّ الذي لا يقبل التالي إنّما يرفض الأوّل تلقائياً، يرفضه ويتسلسل.

وهذه الناحية الثانية ظلت عالقة في تاريخنا مع الأسف؛ فقد عمّقنا الرفض في أنفسنا، ولكننا لم نفلح في تعميق حالة الإيجاب؛ ولذلك أصبحنا اُمة رافضة دون أن نكون اُمة بانية لتاريخها. إذاً كيف بُني التاريخ؟

أعلى درجات الإيمان

لقد بُني التاريخ من خلال القرآن الكريم؛ فالقرآن الكريم يؤكّد ويركز - وبالذات في الآيات التي تلوناها - على حقيقة مهمة، وهي بصيرة التسليم؛ فلقد كانت من أعظم صفات النبي إبراهيمعليه‌السلام صفة التسليم.