جاؤوا ولبسوا رداء الإسلام وتسللوا إلى مواقع السلطة، وهؤلاء هم بنو اُميّة ومَن لفَّ لفيفهم، وقد حملوا راية الكفر علنا، وكان هدفهم الأساس إعادة تلك الجاهليّة الاولى بكل تفاصيلها.
ولهذا قال الإمام الحسينعليهالسلام :« إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذ قد بُليت الاُمّة براع مثل يزيد! » (١) ؛ لأن يزيد جاء فعلاً لهدف تصفية الإسلام تصفية تامة، وهو لم يكن أرعنَ كما يدّعي بعض المؤرّخين، بل كان يدرك جيداً ما يفعل، وكان الحزب الاُموي يحكم من خلاله، ومن خلال أبيه، ومن خلال من تلاه من خلفاء الجور.
إنّ قصة الصراع بين أئمة أهل البيتعليهمالسلام وبين الحزب الاُموي ليست حكاية بسيطة ذات دوافع هامشية، بل إنها صراع بين الحزب الرسالي (حزب الله)، والحزب الجاهلي (حزب الشيطان).
أو هو صراع بين الشجرة الطيبة( مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ ) (إبراهيم/٢٤)، والشجرة الملعونة في القرآن( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرض مَالَهَا مِن قَرَارٍ ) (إبراهيم/٢٦)؛ فالشجرة الاولى تنتج الورد والثمار الطيبة، والشجرة الثانية تنتج الحنظل والأشواك، والصراع إنّما هو بين منهجين وبرنامجين.
ومثلما كان لدى الاُمويِّين مخطط مدروس بدأ بتنفيذه معاوية، واستمر طيلة حكم بني اُميّة، كذلك كان لدى آل الرسول (سلام الله عليهم) برنامج واضح أيضاً، قام كلٌّ منهم فيه بدور، وهذا البرنامج ليس من الأرض وإنما جاء من السماء.
____________________
(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٢٦.