واقعة كربلاء ثورة مستمرة
إنّ قضية كربلاء هي أساساً ليست قضية عادية تتكرر، بل هي تشبه بعثة الأنبياءعليهمالسلام ، وقضية الطوفان في التاريخ، وسحرة فرعون، وشق البحر لموسى، وما أشبه ذلك من الأحداث الهامة التي لا تتكرر.
وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يضرب بهذه الواقعة المثل الأعلى للظلم من جهة، ولتحدي الظلم من جهة اُخرى؛ لكي لا يدّعي أحد من البشر أنّ الظلم الذي وقع عليه هو ظلم عظيم لا يستطيع تحديه، ولكي لا يتذرع شعب بإن النظام الحاكم عليه هو نظام متجبّر قاهر طاغوتي لا يستطيع الوقوف بوجهه؛ فلقد كان النظام الذي تسلّط على رقاب المسلمين في ذلك اليوم أشدّ قهراً وطغياناً؛ ولكي لا يقول أحد إنّه لا يستطيع أن يعمل من أجل الله تعالى بحجة أنّه يخشى على أمواله؛ فلقد جاء أبو عبد الله الحسينعليهالسلام إلى كربلاء ومعه صفوة أمواله.
ولكي لا يزعم أحد أنّه يخاف من الثورة لأنها سوف تسلبه راحته؛ فالإمام الحسينعليهالسلام أقلقته الثورة حتّى أنه اندفع من المدينة المنورة إلى مكة، ومن مكة إلى الكوفة، وفي طريق الكوفة انحرف إلى كربلاء.