الإمام الحسينعليهالسلام يدعوك لنصرته
لقد ردّد السبط الشهيد أبو عبد الله الحسينعليهالسلام في كربلاء هذا النداء التاريخي:« أما من ناصر ينصرنا؟ » (١) ، وكرّره المرّة بعد الاُخرى في كلِّ مصيبة هجمت عليه، وخصوصاً في اللحظات الأخيرة من حياته عندما فقد أعزّته وأنصاره، بل وحتّى طفله الرضيع.
الإمام الحسين عليهالسلام إمام كلِّ العصور
ترى من كان يخاطبعليهالسلام ؟ هل كان يخاطب اُولئك الذين ذبحوا ابناءه وأهل بيته وأنصاره، أم كان يخاطب أشخاصاً آخرين؟
إنّ الحسينعليهالسلام سيّد الشهداء، وإمام المتّقين، وقدوة الصالحين، لا في عصره فحسب، وإنّما دائماً وأبداً، وعبر العصور المتتالية؛ فقد كانعليهالسلام يخاطب الأجيال، ويخاطبنا، ويخاطب من كان قبلنا، ومن سيأتي من بعدنا، ويخاطب كلَّ ضمير حيّ، وكل قلب معمور بالإيمان.
لقد كانعليهالسلام خلاصة الفضائل، وتطبيقاً حيّاً للقرآن، بل والقرآن الناطق؛ فنصرتهعليهالسلام لا تقتضي بالضرورة أن نعاصره ونعيش معه، بل تعني نصرة مبادئه وأهدافه، والقيم التي ثار من أجلها؛
____________________
(١) مجمع مصائب أهل البيتعليهمالسلام / ٢٣٦.