واليوم تتجلّى هذه المعركة مرة اُخرى في عالمنا الإسلامي؛ فبنو اُميّة بأفكارهم، وعنصرياتهم، وجاهليتهم قد عادوا من جديد. فالذي يدرس تاريخ بني اُميّة، ويبحث في طبيعة ذلك التجمع الذي كان قد احتشد تحت راية أبي سفيان، ثمّ راية معاوية ويزيد، يدرك أنهم ليسوا بعيدين عن التجمعات الطاغوتية القائمة في أغلب بلدان عالمنا الإسلامي اليوم؛ فبنو اُميّة كانوا قد حملوا راية القومية، ونفخوا في العنصريات البائدة، وأعادوا الحياة إلى الجاهليّة التي قضى عليها الإسلام في الظاهر.
والأنظمة الطاغوتية القائمة الآن تفعل نفس الشيء، وتتبع ذات الأساليب؛ وعلى هذا فمن أراد أن يحيي الجاهليّة فلا بد من أن يحيي معها أبا سفيان؛ لأنّ هذا الرجل هو الذي كان يقودها. كما ويعني أن نبعث من جديد معاوية ويزيد؛ لأنهما هما اللذان ورثا من أبي سفيان راية الجاهليّة.
في حين إنّ على كل إنسان مؤمن أن يتبرأ من بني اُميّة، وممّن شايعهم وسار في طريقهم، وأن يلعنهم قائلاً:« ولعن الله بني اُميّة قاطبةً » (١) . وهذه الكلمة لا تعني أنّ بني اُميّة يمثّلون عنصراً؛ فالإسلام لا يتبرأ من العنصر؛ فالله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان فإنّه خلقه بحيث لا يكون هناك فرق بين عربي وأعجمي، وبين أبيض وأسود، وعلى هذا فإنّ لعن بني اُميّة قاطبة يعني لعن منهجهم واُسلوبهم في العمل.
إنّ بني اُميّة يعودون الآن إلى الحياة بنفس الشعارات، فإن سمعنا أنّ
____________________
(١) مفاتيح الجنان - زيارة الإمام الحسينعليهالسلام في يوم عاشوراء / ٤٥٦.