صداماً - مثلاً - يفتخر في مجالسه بالحجّاج قائلاً: إنّه أفضل حاكم حكم العراق! فليس هذا شاذاً عن القاعدة؛ فصدام لا يفتخر بجسم الحجّاج الذي تحوّل إلى رميم، وإنّما لأنّه ينهج منهجه، ويؤمن بأفكاره في الحياة؛ فقد فعل صدام مثل ما فعله الحجّاج من قتل للأبرياء، وهتك للحرمات، والاعتداء على شرف النساء.
وإنَّ الأعمال والممارسات القمعية التي قام ويقوم بها تشبه إلى حد كبير ما قام به عمر بن سعد في كربلاء عندما أمر بإحراق خيم نساء أهل البيتعليهمالسلام .
إنّ المجاهدين الذين يقاومون هذه الممارسات القمعية يدفعوننا إلى إكبارهم وإكبار ذلك الدين والمبدأ الذي يربّي مثل هؤلاء الإبطال، وإلى ازدياد إيماننا بصدق رسالات الله (عزّ وجلّ) وتعاليمه، وكيف أنّ هذه التعاليم تُخرّج مثل هؤلاء المجاهدين المضحّين الذين يقفون في هذه القمة السامقة.
وبعد، فهذا هو الصراع الحقيقي المتجدد دائماً بين الحزب الاُموي الجديد والجاهليّة الجهلاء وبين أنصار أبي عبد الله الحسينعليهالسلام ؛ فهتافهعليهالسلام ما يزال يدوّي في كل أُذنٍ واعية، ولكن هناك آذان صمّاء لا تسمع.
ونحن لا نوجّه خطابنا إلى مثل هؤلاء، بل إلى اُولئك الذين يمتلكون الآذان الواعية السميعة التي تلتقط صوت أبي عبد اللهعليهالسلام ، هذا الصوت الذي يخترق القرون ليصل إلى مسامعنا ومسامع الدهر قائلاً:« أما من ناصرٍ ينصرنا؟ » .
إنّها استغاثة من إمام ثار، ولكن لا لنفسه، وإنّما لدين الله وحرماته وحدوده.