11%

في حين إنّ من الواجب عليه أن يقوم بدوره، وليس عليه نتيجة هذا الدور؛ فإنكار المنكر واجب بالقلب، واللسان، والمال، واليد، والنفس، وبكلِّ وسيلة شرعية اُخرى، فإذا تملّص كلُّ واحد منا من المسؤولية، وانسحبنا من الساحة لم يبقَ في الميدان أحد.

فكثيراً ما تكون مشاركتك أنت شخصياً في العمل مكملة لشروط الانتصار، فإن كان للانتصار شرط، وهو اجتماع مليون إنسان، وكنت أنت تكمل هذا الرقم، ثمّ تأخّرت وانهزم الجانب الإسلامي فإنّك ستكون مسؤولاً في هذه الحالة؛ لأنّك كنت تستطيع أن تقدّم النصرة والعون، وأن تجعل النصر حليف الجانب الإسلامي ولكن لم تفعل.

فلماذا التواكل؟ ولماذا نخضع للوساوس الشيطانيّة ولهوى النفس؟ ولماذا ننسى مبادئنا عند العمل؟ فرغم أنّ المبادئ راسخة كلها في بالنا، ولكننا عند العمل نتجاهلها ونتناساها، في حين أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول في هذا الصدد:« لا تجعلوا علمكم جهلاً، ويقينكم شكّاً؛ إذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقّنتم فأقدموا » (١) . فالإقدام مهم، فإلى متى الانتظار البارد؟

ماذا نقدّم؟

وربما يسأل البعض في هذا المجال: ماذا عسانا أن نقدّم؟

إنّك تستطيع أن تقوم بأعمال كثيرة؛ أن تحرّك لسانك، ويدك، وأن تتبرّع في سبيل القضية، علماً بأنّ التبرّع ليس بكمّية المبلغ الذي تدفعه، ولكن بمقدار حبّك لهذا المال، وانتزاع هذا الحب من نفسك كما يقول تعالى:( لَن تَنَالُوا البِرَّ حتّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (آل عمران/٩٢).

____________________

(١) نهج البلاغة - قصار الحكم / ٢٧٤.