22%

أين نحن من ولاية الإمام الحسينعليه‌السلام

( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِاَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (السجدةِ/٢٤)

تحت لهيب أشعة الشمس، في طرف الصحراء حيث الرمال الحارقة، في ظهيرة يوم عرفة، في وادي عرفات، وعند يسار جبل الرحمة، وعندما احتشدت وفود الرحمن إلى تلك الأرض المباركة، حيث الرحمة الإلهية الشاملة.

في تلك الزاوية وقف السبط الشهيد الإمام أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام ودموعه تجري، وعيناه كأنّهما عينان نضّاختان، وحوله تلك الثلّة المؤمنة المباركة من اُولي البصائر، هم بدورهم كانت دموعهم تجري، رافعين أيديهم إلى السماء، ضارعين يجأرون إلى ربّهم، وصوت الإمام الحسينعليه‌السلام الشجيّ الزاخر بكل ألوان العرفان والتعبّد والتوسّل، ذلك الصوت كان يدوّي في تلك الصحراء:« إلهي أنا الفقيرُ في غِنايَ فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري! إلهي أنا الجاهلُ في علمي فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي! إلهي إنَّ اختلافَ تدبيِركَ، وسرعةَ طواءِ مقاديرِكَ منعا عبادَكَ العارفينَ بك عن السُّكونِ إلى عطاءٍ، واليأسِ منكَ في بلاءٍ. إلهي منّي ما يَليقَ بلؤُمي، ومنك ما يليقُ بكرمك.