11%

٢ - الكلمة المسؤولة

القلب الطاهر ينبت الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة كما شجرة باسقة تؤتي اُكلُها كل حين بإذن ربها، بينما القلب الخبيث كالأرض النكدة لا تنبت إلاّ شجرة خبيثة، لا تزيد الناس إلاّ ضلالاً.

ونهضة الإمام الحسينعليه‌السلام كانت كلمة طيبة، ولا تزال ثمراتها المباركة تمثّل طعاماً هنيئاً للاُمة الإسلاميّة. وما المنبر الحسيني سوى مائدة هذه الثمرات المباركة، وأمّا خطباء المنبر الحسيني فهم فروع هذه الشجرة المباركة، ومجالس العزاء مدارس هذه الكلمات المباركات.

إنّ على خطباء المنبر الحسيني أن يعرفوا قدر موقعهم المتميّز، وإنّ أيَّ تقصير يصدر منهم سيكون ذا عواقب خطيرة. إنّ الاُمة الإسلاميّة تعاني من نقص حاد جداً في الثقافة الرساليّة التي تُستوحى من حقائق القرآن وبصائر السنة وواقعيات العصر، ولا يزال المنبر الحسيني هو أفضل وأصفى وأطهر وسيلة لبث هذه الثقافة، وعليهم أن يعرفوا بإن كلمتهم يتلقّاها الناس بقدر كبير من الثقة والرضا؛ باعتبارها من كلمات الإسلام الحق.

إنَّ أهم نقطة يجب أن يعرفها الناس اليوم هي مدى مسؤوليتهم عن واقعهم المتردّي، وأنهم لا ولن يتجاوزوا هذا الواقع إلاّ بجهد كلِّ فرد منهم، وأن الأفكار السلبية والكلمات الانهزامية هي المسؤولة عن كلِّ المآسي؛ لأنها تخدّر الناس وتُبرّر لهم سكوتهم وتقاعسهم، وعدم اهتمامهم بأوضاعهم.

إننا نعرف الثقافة الصحيحة بمدى بعثها للهمم، وشحذها للعزائم،