وقدرتها على توعية الناس بمسؤولياتهم الحياتية.
أمّا الثقافة الجبانة، والتي تبرّر المعاذير، وتخدّر الناس وتمنيهم بالغرور، وتزيّن لهم الحياة الدنيا، ولا تذكّرهم بأنّ الدنيا مجرد مزرعة، ودار فتنة وامتحان، فإنها ثقافة يزيدية لا تمتّ إلى المنبر الحسيني، ولا إلى روح عاشوراء بأية صلة.
وعلى الناس أن يختاروا المنبر الذي يجلسون إليه، والخطيب الذي يستمعون إليه؛ فلا يختاروا إلاّ من نطق باسم السبط الشهيد، وتحدّث عن نهج الإمام الحسينعليهالسلام ، وكان رافضاً للجبابرة والطغاة، وكان في سلوكه الشخصي مثلاً للمؤمن الموالي لأهل بيت النبوةعليهمالسلام .
والإمام الحسينعليهالسلام أركز بنهضته راية الإسلام على أرض صلبة، وبيّن للناس مَن هو القائد الحقّ، ومَن هو المدّعي للقيادة بالباطل.
وقد أطلق في بداية نهضته كلمته المدوّية على مدى التاريخ، والتي أبان علة رفضه البيعة ليزيد عندما طالبه الحاكم الاُموي بها، فقال له بكل صراحة:« … إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المَّحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله … » (١) .
وهكذا علّمنا أنّ القيادة يجب أن تكون في أهل بيت النبوّة الذين طهّرهم الله من الدنس، وأذهب عنهم الرجس، وفيمن يسير في خطهم، ويكون على نهجهم.
واليوم، حيث تتعدد المذاهب وتتشتت القوى لا بدّ أن نبحث عن تلك