والإمام الحسينعليهالسلام معيار للقيادة الربانيّة، فكلّ مَن كان نهجه أقرب إليه كان أجدر بالقيادة، ولا يضلّ الله سعي اُمّة سلّمت أمرها لقيادة إلهية تسليماً خالصاً لوجه ربها.
إذا عرف الناس أنهم هم المسؤولون، ووعوا السنة الإلهية الجارية في خلقه أبداً، ألا وهي:( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتّى يُغَيِّرُوا مَا بِاَنفُسِهِمْ ) (الرعد/١١). ثم عرفوا القيادة الربانيّة واتبعوها؛ فإن أهل الحل والعقد والسابقين من المجاهدين والعلماء والصالحين سوف يتشاورون فيما بينهم؛ ليضعوا الخطة الصحيحة والمنهج الواضح للعمل في سبيل الاصلاح.
إنّ الله وصف عباده بصفات فاضلة؛ أبرزها أن أمرهم شورى بينهم، فاذا أجمعوا أمرهم على شيء اندفعوا نحو تحقيقه بيد واحدة، وكانت يد الله سبحانه مع جماعتهم، فقال سبحانه:( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (الشورى/٣٨).
إنّ اتفاق الاُمّة على المنهج الواضح للعمل هو أعظم ركيزة لوحدة جهودهم، ونجاح مساعيهم، وتحقيق أمانيهم. والمنهج الواضح هو ميراث هدى الله، والتقوى، والتمسك بحبل الله، وتراكم التجارب بالشورى، وإنما توالت على اُمتنا الهزائم بسبب الضلالة عن هدى الوحي، واتّباع الهوى والشهوات، والابتعاد عن نور العقل، وعدم الاهتمام بعلمية القرار.
إنّنا اليوم نعيش في ظروف صعبة، ولا نستطيع أن نقهرها إلاّ بالاعتصام بالله سبحانه، واتخاذ طريق العقل سبيلاً إلى معرفة حقائق الحياة.
إنّ أيام عاشوراء والتي تحمل إلينا ذكرى أكبر مأساة في التاريخ، هي