وبعد تبيان المنهج ووضوح الاستراتيجية فنحن بحاجة إلى الاستقامة التي نستلهمها من واقعة الطفِّ، ومن كلمات السبط الشهيد الذي أطلقها صاعقة قاصعة:« ألا وإنَّ الدَّعيَّ ابن الدَّعيَّ قد تركني بين السلّة والذلّة، وهيهات له ذلك! هيهات منّي الذلة! أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طهرت، وحجور طابت أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام… » (١) .
وكان يقولعليهالسلام :« سأقول كما قال أخو الأوس …
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى | إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما | |
وآسى الرجال الصالحين بنفسه | وفارق مثبوراً وودَّع مجرما | |
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم اُلم | كفى بك ذُلاً أن تعيش وترغما»(٢) |
وقالعليهالسلام :
فإن تكن الدنيا تُعدُّ نفيسةً | فدارُ ثواب الله أعلى وأنبلُ | |
وإن تكن الأبدانُ للموت اُنشئت | فقتلُ امرئٍ بالسيف في الله أفضل(٣) |
____________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ / ٨٣.
(٢) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٧٨.
(٣) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٧٤.