الطافحة تعالج مثل هذه النفسية، والتي - مع الأسف - أصبحت شائعة في بعض المجتمعات التي تعيش ظروفاً صعبة.
٨ - عاشوراء تساهم في تربية إنسان يرفض الحصار، ويتحدى اليأس، ويهزأ من العقبات؛ إنسان يتّصل قلبه بنور ربه فيتوكل على الله، ويقول كما قالت سيدتنا زينبعليهاالسلام للطاغية يزيد: أظننت يا يزيد أنّك حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نُساق كما تُساق الاُسارى أنّ بنا على الله هواناً، وبك عليه كرامة، وأنّ ذلك لِعظم خَطَرك عنده؟! فشمخت بأنفك، ونظرت في عِطفك جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والاُمور متّسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا …(١) .
وهكذا كانت ولا تزال عاشوراء السبط الشهيدعليهالسلام إشراقة الأمل في ضمير البؤساء؛ لأنّ عاشوراء نفحة إلهية على أهل الأرض. أوَليس الإمام الحسينعليهالسلام مصباح هدىً وسفينة نجاة؟
١ - ورسالة عاشوراء هي رسالة المنبر الحسيني الذي لم يزل باقياً منذ ارتقاء زين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسينعليهالسلام أعواد مسجد الشام في أوّل مواجهة ضد الطاغية يزيد في العاصمة الاُمويّة، وفضحه آل أبي سفيان، وبيّن فضائل العترة الطاهرة.
منذ ذلك اليوم وحتّى هذا اليوم، وعبر (١٣٦١) عاماً لم يزل للمنبر الحسيني شعاع من مصباح الإمام الحسينعليهالسلام ، وقبس من نار ثورته اللاهبة.
____________________
(١) حياة الإمام الحسينعليهالسلام - باقر شريف القرشي ٣ / ٣٧٨.