11%

شهر محرم.. باب الرحمة

وشهر محرم الحرام هو جسر الاُمّة إلى تاريخها الجهادي، هو باب الرحمة إلى هدى القرآن، إنه مناسبة لمحاسبة الذات، ومحاكمة الواقع على ضوء الكتاب والسنة، وتاريخ جهاد الاُمة وأئمتها الهداة من العترة الطاهرةعليهم‌السلام .

وانطلاقاً من هذا الشهر يجدر بنا أن نفعّل ضمير الاُمّة لمواجهة المشاكل الحادة التي تعيشها، وأن نجعلها بحول الله تعالى اُمّة وسطى، وشاهدة على الكرامة والعدالة والتحرر للبشرية جميعاً وفي كل أرجاء العالم.

وإنّ تجربة الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير إنّما هي تجربة واحدة من تجارب تفعيل الضمير لدى الاُمة، والاستفادة من دروس عاشوراء.

إنّ اُمّتنا بحاجة إلى أن تتعلم دروس عاشوراء في الآفاق التالية:

ألف: عليها أن تتعلم أنّ كلّ فرد من أبنائها مسؤول عن واقعه وواقع مجتمعه، وأنّ اللامسؤولية واللامبالاة، والكسل والفشل، والثقافة التبريرية أنها هو - بالضبط - ذلك السلوك السلبي الذي يريده لها الظلمة والجبابرة، وأنّ الانزواء والتقاعس، والخمول والسلبية هو من وحي شياطين الجن والإنس، وأنّ الله يريد لبني آدم الكرامة والتقدم والتطلّع، وألاّ يتساوى يوماه

إنّ الحياة المثلى رهينة جهدك أيها الإنسان المسلم، وتطلعك وجهادك، ولن يغني عنك جهد غيرك؛ كبيراً كنت أم صغيراً، ذكراً أم اُنثى، ومن أي عنصر أو قوم أو قبيلة.