أوّلاً: الاستلهام المباشر من كتاب ربنا الذي فيه حكم ما بيننا، ودواء أمراضنا، وشفاء قلوبنا، وإصلاح ما فسد من أوضاعنا.
إنّ الحجب المفروضة علينا، والتي منعتنا من تلاوة القرآن حقّ تلاوته، هي المسؤولة عن كلِّ مآسينا؛ فلنتجاوز كلّ الحُجب، ولنعد إلى ربنا عبر كتابه الكريم؛ فإنه وحده الذي يهدي للتي هي أقوم، ويبشّر بالحياة الصالحة في الدنيا، والفلاح في الآخرة.
إنّ الخطيب الذي يذكّر الناس بكتاب ربِّهم، والعالم الذي يوجههم إلى التدبر في آياته المباركات، والقائد الذي يأمر أتباعه بمداومة العيش مع الله وكتابه هم جميعاً يعطون للناس مفاتيح العلم، واُصول الحكمة، ويأخذون بأيديهم إلى معدن المعرفة، وإلى نبع الإيمان وضياء اليقين.
وإنّ المجتمع الذي تعلّم كيف يقرأ القرآن، وكيف يستوحي منه الثقافة الصحيحة، وكيف يعالج مشاكله في ضوئه هو مجتمع محصّن ضد كلِّ الهجمات الثقافية الوافدة.
ثانياً: وبالتدبر في كتاب ربنا، وبدراسة سنة النبي وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة والسّلام)، وبالدراسة الواعية للتاريخ الغابر وللحوادث الحاضرة، وبتحليل الأخبار تحليلاً منهجياً دقيقاً، بعيداً عن العجلة والعاطفة، والأحكام المطلقة والمسبقة، بكلِّ ذلك سيتجلّى مجتمعنا برؤية سياسية وحضارية سليمة، ومعرفة شاملة بالزمان، وبالتالي بالتحرّك في الاتجاه الصحيح، بعيداً عن الفوضى والغوغاء والعواطف المشبوبة.