الأحاديث النبوية الشريفة كلها هي غاية في الأدب الإلهي، وتجسّد العظمة في الفكر والبصائر، والأخلاق والإيمان. وبين هذا وذاك ثمة أحاديث قدسية صدرت عن رسول الإسلام محمّدصلىاللهعليهوآله تدفع المهتم بها إلى التمعن والتعمق أكثر فأكثر؛ ليصل بمستواه وبصيرته إلى العمق الإيماني المطلوب الذي كان ينشده هذا النبي القدوةصلىاللهعليهوآله للمؤمنين.
ومن جملة تلكم الأحاديث قول الرسول المصطفىصلىاللهعليهوآله بأن الحسينعليهالسلام « مصباح هدى وسفينة نجاة » (١) . وقد وصف هذا الحديث بأنّه مكتوب على يمين العرش، في إشارة إلى عظمة وقدسية هذا الحديث المبارك.
ولكي نكون بمستوى المسؤولية الدينية والحضارية لا بدّ لنا من التدبر والإحاطة بأبعاد هذا الحديث؛ فهو وغيره ممّا فاض على لسان سيد المرسلينصلىاللهعليهوآله وأهل بيته الطيبين الطاهرينعليهمالسلام ، ليس من نوع الكلام أو القصص الصادرة عن غيرهم من البشر حتّى يكون
____________________
(١) بحار الأنوار ٩١ / ١٨٤، ح ١.