11%

وأوصاه بأن لا يحمل معه عياله وأهل بيته إذا كان متأكداً من أنه سيُقتل في سبيل الله، ولكنهعليه‌السلام كان يريد أن يعلّمنا درس المسؤولية، وأنّ كلَّ واحد منّا يجب أن يتحمل قدراً منها.

وفعلاً، فقد حمل الجميع هذه الرسالة في يوم عاشوراء؛ اعتباراً من حبيب بن مظاهر، ذلك الرجل الذي احدودب ظهره بسبب شيخوخته، وانتهاءً بالطفل الرضيع علي الأصغر، وهذه هي فكرة المسؤولية التي يجب أن نبيّنها للناس عبر المنابر والمجالس.

إنّ الأوضاع المتردية التي نجدها في اُمتنا، والفساد العريض، والتشتت والاختلاف، كل ذلك رهين بالمسؤولية التي لا بدّ أن نتحملها؛ فالعلماء بعلمهم، والخطباء بألسنتهم، والكُتّاب بأقلامهم، والتجار بأموالهم، وكلّ حسب قدرته وطاقته. فبما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض الدينية، فالجميع يجب أن يتحملوا المسؤولية.

وكلّ واحد منا عندما يريد البحث عن خطيب يعلمه معالم دينه، فلا بدّ أن يفتّش عن خطيب يحمله المسؤولية، لا أن يبحث عن خطيب يبرّر له ويخدّره؛ فالدين ليس بالتمني، بل بالعمل والاجتهاد والورع.

فالجماهير يجب أن تلتف حول خطباء ينطقون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بكلماتهم وسلوكهم؛ فالخطيب الذي يجلس على منبر أبي عبد اللهعليه‌السلام إنّما ينطق باسمه؛ فلذا لا بدّ أن يكون مثله.

اتّباع القيادة الربانيّة

٢ - أمّا الفكرة الثانية التي لا بدّ أن نستقبل بها شهر محرم فهي فكرة القيادة الربانيّة؛ فعندما حمل الحسينعليه‌السلام الراية قال:« إنّا نحن أهل