5%

خطابها الرائع في البلاط الاُموي؛ فقد قالت ليزيد: وسيعلم مَنْ سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين... وهذه الكلمات صريحة فيما ذكرناه.

وقد بحثنا عن شؤون عمر وأيام حكومته في كتابنا (حياة الإمام الحسين)، فلا نعيد تلك البحوث.

اغتيال عمر

وبقي عمر على دست الحكم يتصرّف في شؤون الدولة حسب رغباته وميوله، وكان فيما يقول المؤرّخون: شديد البغض والكراهية للفرس، يبغضهم ويبغضونه؛ فقد حظر عليهم دخول يثرب إلاّ مَنْ كان سنّه دون البلوغ(١) .

وتمنّى أن يحول بينهم وبينه جبل من حديد، وأفتى بعدم إرثهم إلاّ مَنْ ولد منهم في بلاد العرب(٢) ، وكان يُعبّر عنهم بالعلوج(٣) .

وقد قام باغتياله أبو لؤلؤة وهو فارسي، أمّا السبب في اغتياله له فهو أنّه كان فتى متحمّساً لوطنه واُمّته، ورأى عمر قد بالغ في احتقار الفرس وإذلالهم، وقد خفّ إليه يشكو ممّا ألمّ به من ضيق وجهد من جرّاء ما فرض عليه المغيرة من ثقل الخراج، وكان مولى له، فزجره عمر وصاح به: ما خراجك بكثير من أجل الحِرف التي تُحسنها.

وألهبت هذه الكلمات قلبه، فأضمر له الشرّ، وزاد في حنقه عليه أنّه اجتاز على عمر فسخر منه، وقال له: بلغني أنّك تقول: لو شئت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٨٥.

(٢) الموطّأ ٢ / ١٢.

(٣) شرح نهج البلاغة ١٢ / ١٨٥.