حتى يظهر الحقّ من خاصرته، فقل لقريش فليضج ضجيجها» .
لقد حقدت قريش على الإمام كما حقدت على ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد صرفت الخلافة تارة عنه إلى تيم، وإلى عدي اُخرى، وإلى بني اُميّة ثالثة.
وقد جهدت على محاربته وإشاعة التمرّد في أيام خلافته، وقد ظهرت بوادر ذلك في حرب الجمل وصفين.
وقام الإمام رائد العدالة الاجتماعيّة بإجراءات حاسمة ضدّ الحكم المباد كان منها:
وأوّل عمل قام به الإمام أنّه أصدر أوامره بمصادرة القطائع التي اقتطعها عثمان، وباسترجاع الأموال التي استأثر بها لنفسه، والأموال التي منحها لبني اُميّة وآل أبي معيط؛ لأنّها أُخذت بغير وجه مشروع، وقد صودرت أموال عثمان حتّى سيفه ودرعه.
وقد كتب عمرو بن العاص إلى معاوية رسالة جاء فيها: ما كنت صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه كما تُقشّر عن العصا لحاها.
وعمّ الذعر والخوف جميع الرأسماليين القرشيّين الذين أقطعهم عثمان ووهبهم الثراء العريض؛ فقد خافوا من مصادرتها وتأميمها للدولة كما صنع الإمام بأموال عثمان؛ فلذا أعلنوا التمرّد والبغي على حكومة الإمام (عليه السّلام).
وقام رائد العدالة الاجتماعيّة بعزل ولاة عثمان؛ لأنّهم أظهروا الجور والفساد